يُعتبر مرض السكري من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا حول العالم، ولا تقتصر مخاطره على ارتفاع مستويات السكر في الدم فقط، بل تمتد لتشمل القلب والأوعية الدموية بشكل مباشر. فمرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بتصلب الشرايين، النوبات القلبية، قصور القلب والسكتة الدماغية مقارنة بغير المصابين.
يُعد فهم العلاقة الوثيقة بين السكري وصحة القلب خطوة أساسية للوقاية المبكرة وتقليل المضاعفات الخطيرة التي قد تهدد الحياة. في هذا المقال سنتعرف بالتفصيل على أبرز هذه المضاعفات، الأعراض الصامتة التي قد لا يشعر بها المريض، وأحدث طرق الوقاية والفحوصات والعلاجات المتاحة.
ما أبرز مضاعفات السكري على القلب والأوعية الدموية؟
مرض السكري لا يقتصر فقط على ارتفاع نسبة السكر في الدم، بل يُعتبر من أخطر العوامل التي تزيد من مضاعفات القلب والأوعية الدموية بشكل مباشر وغير مباشر. فالمريض بالسكري يكون أكثر عرضة للإصابة بـ تصلب الشرايين، الذبحة الصدرية، النوبة القلبية، قصور عضلة القلب، والسكتة الدماغية مقارنة بالأشخاص غير المصابين.
هذا الخطر يرتبط بارتفاع مستويات الجلوكوز المزمن الذي يضر جدران الأوعية الدموية الدقيقة والكبيرة، ويؤدي إلى تراكم الترسبات الدهنية (البلاك) وانسداد الشرايين.
على المدى الطويل، يؤدي ارتفاع سكر الدم إلى تغيرات في بطانة الأوعية الدموية (endothelial dysfunction) مما يجعل الشرايين أقل مرونة وأكثر قابلية للانسداد. بالإضافة إلى ذلك، فإن مرضى السكري غالبًا ما يعانون من ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والدهون الثلاثية، وهو ما يضاعف من خطر الإصابة بأمراض القلب.
كما أن ضعف التحكم بالسكر يزيد من احتمالية حدوث الاعتلال العصبي القلبي، وهو تلف في الأعصاب التي تتحكم في القلب، ما قد يسبب اضطراب النبض وعدم الشعور بالأعراض التقليدية للنوبة القلبية.
تشمل أبرز المضاعفات:
- الذبحة الصدرية: ألم أو ضغط في الصدر نتيجة ضيق الشرايين التاجية.
- النوبة القلبية (احتشاء عضلة القلب): انسداد كامل أو جزئي في الشريان التاجي.
- فشل القلب المزمن: عجز عضلة القلب عن ضخ الدم بكفاءة.
- السكتة الدماغية: انسداد أو نزيف في الأوعية الدماغية.
- أمراض الشرايين الطرفية: ضعف تدفق الدم إلى الساقين والأطراف.
الوقاية تبدأ بالتحكم الصارم في مستوى السكر (HbA1c أقل من 7% لمعظم المرضى)، خفض ضغط الدم، ضبط الدهون، الإقلاع عن التدخين، ممارسة الرياضة، وتناول الأدوية الموصوفة مثل الأسبرين، مثبطات ACE، أو الأدوية الحديثة مثل SGLT2 وGLP-1 التي ثبت أنها تقلل من المضاعفات القلبية.
هل يزيد السكري من خطر النوبة القلبية والسكتة الدماغية؟
نعم، مريض السكري أكثر عرضة للإصابة بـ النوبة القلبية والسكتة الدماغية مقارنة بالشخص السليم، إذ تشير الدراسات إلى أن خطر الإصابة بأمراض القلب لدى مرضى السكري يعادل تقريبًا خطر الإصابة عند شخص غير مصاب سبق أن تعرض لنوبة قلبية.
بعبارة أخرى: مريض السكري يُعامل طبيًا كما لو كان مصابًا بالفعل بمرض قلبي. هذه الحقيقة تعكس شدة العلاقة بين ارتفاع السكر في الدم وبين أمراض القلب والأوعية الدموية.
تفسير ذلك يكمن في أن ارتفاع الجلوكوز المزمن يؤدي إلى تلف بطانة الأوعية الدموية وتصلب الشرايين، ما يرفع احتمالية تكوّن الجلطات وانسداد الشرايين التاجية أو الدماغية. كما أن معظم مرضى السكري يعانون من متلازمة تُسمى المتلازمة الأيضية (Metabolic syndrome) والتي تشمل ارتفاع ضغط الدم، السمنة خاصة حول البطن، ارتفاع الدهون الثلاثية، وانخفاض الكوليسترول النافع HDL — وكلها عوامل تضاعف الخطر.
- مرضى السكري لديهم خطر الإصابة بـ النوبة القلبية أكبر بمرتين إلى أربع مرات من غير المصابين.
- خطر السكتة الدماغية يزيد بمعدل 1.5 إلى 2 مرة.
- النساء المصابات بالسكري معرضات لخطر مضاعف مقارنة بالرجال بسبب تراجع الحماية الهرمونية بعد سن اليأس.
- ضبط السكر (HbA1c).
- علاج ارتفاع ضغط الدم بالأدوية (مثل ACE inhibitors أو ARBs).
- التحكم في الدهون (باستخدام أدوية مثل الستاتين).
- الإقلاع عن التدخين.
- النشاط البدني المنتظم.
مريض السكري يجب أن يعتبر نفسه في "فئة عالية الخطورة" من الناحية القلبية حتى لو لم تظهر أعراض، وبالتالي يحتاج لفحوصات دورية ورعاية وقائية مبكرة.
كيف يسبب ارتفاع السكر تصلب وانسداد الشرايين؟
ارتفاع سكر الدم المزمن هو العامل الأساسي في تطور تصلب الشرايين (Atherosclerosis) عند مرضى السكري، حيث يتسبب في سلسلة من التغيرات داخل الأوعية الدموية تؤدي إلى فقدان مرونتها وتراكم الترسبات الدهنية التي قد تسد مجرى الدم. هذه العملية تبدأ عندما يؤدي ارتفاع الجلوكوز إلى تلف الخلايا المبطنة للشرايين (endothelium)، فتفقد قدرتها الطبيعية على التمدد وتنظيم مرور الدم.
بمجرد أن تتأذى بطانة الأوعية، تبدأ جزيئات الكوليسترول الضار (LDL) بالدخول إلى جدار الشريان، حيث تتأكسد وتتراكم. عندها يتفاعل الجهاز المناعي بإرسال خلايا التهابية (الماكروفاج) لمحاولة تنظيف هذه الترسبات، لكنها تتحول إلى ما يُعرف بـ "الخلايا الرغوية"، ومع مرور الوقت يتكون لويحة دهنية (Plaque) داخل الشريان. هذه اللويحات قد تنمو تدريجيًا وتسبب ضيق الشريان، أو تتمزق فجأة مسببة جلطة حادة تؤدي إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية.
العامل الآخر هو أن الالتهاب المزمن الناتج عن ارتفاع السكر يزيد من نشاط الصفائح الدموية ويجعل الدم أكثر لزوجة، ما يعزز تكوين الجلطات. كما أن مرضى السكري غالبًا لديهم اضطرابات في الدهون: ارتفاع الدهون الثلاثية، انخفاض الكوليسترول النافع (HDL)، وارتفاع الكوليسترول الضار (LDL)، ما يزيد من سرعة ترسيب البلاك.
إجمالًا، تداخل العوامل الثلاثة (ارتفاع الجلوكوز – خلل الدهون – الالتهاب) يفسر لماذا يعتبر السكري "مكافئًا لأمراض القلب" (Cardiovascular equivalent) في التوصيات الطبية، أي أن مجرد وجوده يعني خطرًا عالٍ على الشرايين حتى دون أعراض.
الوقاية والعلاج يركزان على:
- التحكم الصارم بسكر الدم.
- خفض الكوليسترول باستخدام الستاتين أو أدوية أخرى.
- الالتزام بالحمية الصحية (غنية بالخضار والألياف، قليلة الدهون المشبعة).
- ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين حساسية الأنسولين.
- تناول الأدوية الحديثة التي أظهرت دورًا وقائيًا ضد تصلب الشرايين.
ما هي الجلطة القلبية الصامتة عند مرضى السكري؟
نعم، يمكن أن يُصاب مريض السكري بـ جلطة قلبية صامتة دون أن يشعر بألم الصدر المعتاد، وذلك بسبب تأثير السكري على الأعصاب القلبية (الاعتلال العصبي).
كيف تحدث الجلطة الصامتة؟ الاعتلال العصبي القلبي يقلل من الإحساس بالألم، فيمرر الجسم الجلطة بدون إنذار واضح لأن ارتفاع السكر المزمن يضعف الأعصاب ويجعل الأعراض أقل وضوحًا.
أعراض بديلة يجب الانتباه لها:
- ضيق تنفس غير مبرر.
- تعب شديد أو إرهاق مفاجئ.
- دوخة أو إغماء.
- عرق بارد أو غثيان.
- ألم أو انزعاج في الكتف، الفك أو الظهر بدلًا من الصدر.
لماذا هي خطيرة؟ لأنها تُكتشف متأخرة غالبًا بعد حدوث تلف في عضلة القلب. كما انها تزيد احتمالية الوفاة المفاجئة إذا لم تُشخص مبكرًا.
ما يجب فعله: إجراء فحوصات دورية مثل تخطيط القلب (ECG) أو اختبار الجهد، مراجعة الطبيب فورًا عند أي أعراض غير مفسّرة.
مريض السكري يجب أن يفترض دائمًا أن أي تعب غير معتاد قد يكون مؤشرًا قلبيًا، خصوصًا إذا كان مصحوبًا بضيق نفس أو دوخة.
ما هو اعتلال عضلة القلب السكري؟
اعتلال عضلة القلب السكري هو ضعف أو خلل في وظيفة القلب يحدث نتيجة تأثير السكري مباشرة على أنسجة عضلة القلب، وليس بسبب انسداد الشرايين التاجية.
الفرق الجوهري:
1. اعتلال عضلة القلب السكري:
- سببه ارتفاع السكر المزمن وتغيرات أيضية داخل عضلة القلب.
- يؤدي إلى تضخم وضعف تدريجي في الانقباض والارتخاء.
- قد يتطور إلى فشل قلب حتى دون وجود انسداد بالشرايين.
2. أمراض القلب التاجية:
- تحدث بسبب انسداد أو ضيق الشرايين المغذية للقلب نتيجة تصلب الشرايين.
- الأعراض مرتبطة عادة بألم الصدر (ذبحة) أو نوبة قلبية.
كيف يؤثر السكري على العضلة؟
- تراكم منتجات "الجليكوزيل" الضارة (AGEs) داخل أنسجة القلب.
- زيادة الإجهاد التأكسدي والالتهابات.
- تغيرات في الميتوكوندريا تقلل من كفاءة الطاقة.
الأعراض المحتملة:
- ضيق نفس مع الجهد.
- تورم القدمين.
- خفقان وعدم انتظام ضربات القلب.
التشخيص:
- تخطيط صدى القلب (Echocardiography).
- فحوصات الدم مثل BNP لتقييم قصور القلب.
اعتلال عضلة القلب السكري مرض "صامت" في بدايته، لكنه قد يسبب قصور قلب خطير، لذا يُنصح مرضى السكري بمتابعة وظائف القلب حتى في غياب أعراض انسداد الشرايين.
ما خطورة الاعتلال العصبي القلبي عند مرضى السكري؟
الاعتلال العصبي القلبي هو تلف في الأعصاب التي تتحكم في وظائف القلب والأوعية الدموية نتيجة مرض السكري، وهو أحد المضاعفات الخطيرة التي قد تمر دون تشخيص.
تأثيراته على القلب:
- فقدان التحكم العصبي في معدل ضربات القلب.
- اضطراب التوازن بين الجهاز العصبي السمبثاوي والباراسمبثاوي.
- ضعف استجابة القلب للضغط أو النشاط.
لماذا يزيد من الخطورة؟
- يجعل المريض أكثر عرضة لعدم انتظام ضربات القلب الخطيرة.
- قد يخفي أعراض النوبة القلبية (جلطات صامتة).
- يرتبط بزيادة احتمالية الموت المفاجئ بسبب توقف القلب.
الأعراض التحذيرية:
- تسارع ضربات القلب أثناء الراحة.
- انخفاض ضغط الدم عند الوقوف (هبوط انتصابي).
- دوخة أو إغماء متكرر.
- عدم تحمل التمارين.
وسائل التشخيص:
- اختبار ضربات القلب أثناء التنفس أو بعد التمرين.
- مراقبة ضغط الدم ومعدل النبض في أوضاع مختلفة.
الاعتلال العصبي القلبي قد يكون غير ملحوظ، لكنه يزيد بشكل كبير من خطر السكتات والوفيات القلبية، مما يجعل الفحص المبكر والمتابعة الدورية أمرًا أساسيًا لكل مريض سكري.
ما أهم الفحوصات الدورية لمرضى السكري لحماية القلب؟
يحتاج مريض السكري إلى متابعة طبية دقيقة تشمل فحوصات دورية للقلب والأوعية الدموية، وذلك لأن مرض السكري يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، الذبحات الصدرية، فشل القلب والسكتات الدماغية. لذلك لا تكفي مراقبة مستوى السكر فقط، بل يجب إجراء مجموعة من التحاليل والفحوصات المنتظمة لمراقبة صحة القلب والكشف المبكر عن أي مضاعفات.
من أهم هذه الفحوصات:
1. تحاليل الدم الأساسية:
- HbA1c (الهيموجلوبين السكري): كل 3–6 أشهر لمعرفة مدى السيطرة على السكر.
- بروفايل الدهون (Lipid profile): مرة سنويًا على الأقل لقياس الكوليسترول الضار (LDL) والكوليسترول النافع (HDL) والدهون الثلاثية.
- اختبار وظائف الكلى (الكرياتينين + معدل الترشيح الكبيبي GFR + الميكروألبومين في البول): لأن الكلى مرتبطة مباشرة بصحة القلب.
2. فحوصات القلب:
- تخطيط كهربية القلب (ECG): مرة سنويًا أو عند ظهور أعراض مثل الخفقان أو ألم الصدر.
- تخطيط صدى القلب (Echocardiography): عند وجود علامات ضعف في عضلة القلب أو ارتفاع ضغط الدم.
- اختبار الجهد (Stress test): لقياس استجابة القلب للمجهود وتحديد وجود انسداد في الشرايين التاجية.
3. قياسات الضغط والوزن:
- قياس ضغط الدم في كل زيارة طبية، مع هدف غالبًا أقل من 130/80 مم زئبق.
- متابعة الوزن ومؤشر كتلة الجسم (BMI) لأن السمنة عامل خطر رئيسي.
4. فحوصات إضافية عند الحاجة:
- تصوير الأوعية التاجية (Coronary angiography) في حال وجود أعراض قوية أو نتائج غير طبيعية.
- فحوصات الشبكية والأعصاب، لأنها قد تكشف عن مدى تقدم المضاعفات الوعائية.
الوقاية تعتمد على الجمع بين الفحص الدوري وتعديل نمط الحياة (التغذية الصحية، الرياضة، الإقلاع عن التدخين) مع الالتزام بالأدوية مثل الستاتين، الأسبرين، أو مثبطات ACE/ARBs عند وصفها من الطبيب.
ما دور الأدوية الحديثة مثل SGLT2 وGLP-1 في حماية القلب؟
خلال السنوات الأخيرة ظهرت فئة من الأدوية الحديثة لمرض السكري لم تقتصر فوائدها على خفض مستوى السكر فقط، بل أثبتت الدراسات أنها تقلل من مخاطر القلب والأوعية الدموية، خصوصًا النوبات القلبية، فشل القلب والوفاة المبكرة. أهم هذه الأدوية هي مثبطات SGLT2 و ناهضات مستقبلات GLP-1.
1. مثبطات SGLT2 (Sodium-Glucose Cotransporter-2 inhibitors):
- أمثلة: Empagliflozin (Jardiance)، Dapagliflozin (Forxiga).
- آلية العمل: تخفض امتصاص الجلوكوز من الكلى وتزيد طرحه في البول.
- الفوائد القلبية: تقلل من خطر دخول المستشفى بسبب فشل القلب، وتحسن وظائف القلب حتى في المرضى غير المصابين بالسكري أحيانًا.
- الحالات الموصى بها: مرضى السكري من النوع الثاني مع تاريخ مرض قلبي وعائي أو قصور قلب.
2. ناهضات مستقبلات GLP-1 (Glucagon-Like Peptide-1 receptor agonists):
- أمثلة: Liraglutide (Victoza)، Semaglutide (Ozempic).
- آلية العمل: تحفز إفراز الإنسولين عند ارتفاع السكر، وتبطئ إفراغ المعدة مما يساعد على فقدان الوزن.
- الفوائد القلبية: تقلل من خطر السكتة الدماغية والنوبة القلبية، وتحسن صحة الأوعية.
- الحالات الموصى بها: مرضى السكري مع أمراض قلبية مثبتة أو ارتفاع خطر الإصابة بها.
لماذا تُعتبر ثورة علاجية؟ لأنها أظهرت نتائج وقائية على القلب لم تكن متوفرة مع أدوية السكري القديمة (مثل الميتفورمين أو السلفونيل يوريا). لذا أصبحت جزءًا من التوصيات العالمية (ADA وESC).
كيف يقلل مريض السكري خطر أمراض القلب؟
يمكن لمريض السكري أن يقلل بشكل كبير من خطر أمراض القلب عبر خطة شاملة تجمع بين التحكم بالسكر وتغيير نمط الحياة والالتزام بالعلاج. الوقاية هنا ليست مجرد نظرية، بل هي مجموعة خطوات عملية مثبتة بالدراسات.
الخطوات الأساسية:
1. ضبط السكر في الدم:
- الحفاظ على HbA1c أقل من 7% لمعظم المرضى.
- استخدام الميتفورمين كخيار أول غالبًا، وإضافة أدوية مثل SGLT2 أو GLP-1 إذا كان الخطر القلبي مرتفعًا.
- الهدف: أقل من 130/80 مم زئبق.
- الأدوية الشائعة: ACE inhibitors أو ARBs.
- خفض الكوليسترول الضار (LDL) باستخدام الستاتين.
- زيادة الكوليسترول النافع (HDL) عبر الرياضة والتغذية الصحية.
- الإكثار من الخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة.
- تقليل الدهون المشبعة، السكريات المكررة، والملح.
- اتباع نمط غذائي شبيه بـ الحمية المتوسطية (Mediterranean diet).
- 150 دقيقة من التمارين الهوائية المعتدلة أسبوعيًا (مثل المشي السريع).
- تمارين مقاومة مرتين في الأسبوع.
6. الإقلاع عن التدخين: التدخين مع السكري يضاعف خطر الجلطات.
7. الحفاظ على وزن صحي: خسارة 5–10% من الوزن الزائد تخفض خطر القلب بشكل ملموس.
التحكم في العوامل السبعة السابقة يُمكن أن يقلل خطر أمراض القلب عند مرضى السكري بنسبة تصل إلى 70%.
ما العلامات الخطيرة التي تستدعي زيارة الطوارئ؟
يجب على مريض السكري أن يكون أكثر وعيًا بالعلامات التحذيرية التي تستدعي الذهاب فورًا إلى الطوارئ أو مراجعة طبيب القلب، لأن تأخر التدخل قد يؤدي إلى مضاعفات مميتة.
أهم العلامات الطارئة:
- ألم أو ضغط شديد في الصدر يستمر أكثر من دقائق أو يمتد للذراع، الفك، الظهر.
- ضيق نفس مفاجئ أو شديد بدون سبب واضح.
- تعرق غزير، غثيان أو قيء مصحوب بأعراض قلبية.
- دوخة شديدة أو إغماء مفاجئ.
- ضعف مفاجئ في أحد الأطراف أو صعوبة في الكلام (مؤشر على سكتة دماغية).
علامات تستدعي مراجعة عاجلة للطبيب (لكن ليست طوارئ فورية):
- تورم الساقين أو القدمين بشكل متكرر.
- خفقان أو عدم انتظام ضربات القلب المستمر.
- إرهاق غير معتاد عند بذل مجهود بسيط.
لماذا الخطر أكبر عند مرضى السكري؟
- لأنهم قد يعانون من "جلطات صامتة" بدون ألم صدري واضح بسبب الاعتلال العصبي.
- لأن المضاعفات تتطور بسرعة أكبر لديهم.
القاعدة الذهبية لمريض السكري: لا تتجاهل أي عرض غير معتاد، خصوصًا إذا كان مرتبطًا بالتنفس، الصدر أو الوعي. التوجه المبكر للطوارئ قد ينقذ الحياة.
في النهاية، لا يمكن النظر إلى مرض السكري كاضطراب في مستوى السكر فقط، بل يجب التعامل معه كعامل رئيسي يهدد القلب والأوعية الدموية. الكشف المبكر عن المضاعفات، الالتزام بالعلاج، والمتابعة المنتظمة مع الطبيب يمكن أن تقلل كثيرًا من مخاطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية. كما أن التغييرات البسيطة في نمط الحياة مثل التغذية الصحية، ممارسة الرياضة، والإقلاع عن التدخين قد تُحدث فارقًا كبيرًا في حماية قلب مريض السكري. تذكر دائمًا أن الوقاية خير من العلاج، وأن الوعي هو السلاح الأقوى لمواجهة المضاعفات الصامتة لهذا المرض.
إرسال تعليق