الغذاء هو الخط الدفاعي الأول لمريض السكري. فكما أن هناك أطعمة تساعدك على ضبط مستوى السكر في الدم، هناك أيضًا أطعمة أخرى قد ترفع السكر بسرعة وتزيد من مخاطر المضاعفات. معرفة هذه الأطعمة وتجنبها هو خطوة أساسية للحفاظ على صحتك ونشاطك اليومي.
10 أطعمة يجب تجنبها لمريض السكري
في هذا المقال على صحتي24 سنستعرض معًا 10 أطعمة يجب أن يتجنبها مريض السكري تمامًا أو يقلل منها قدر الإمكان. سنوضح لك لماذا تشكل هذه الأطعمة خطرًا على مستوى السكر، وما البدائل الصحية التي يمكن أن تختارها بدلًا منها لتستمتع بوجبات متوازنة ولذيذة.
1) المشروبات الغازية السكرية
المشروبات الغازية من أكثر المصادر الخفية للسكر، فهي ترفع مستوى الجلوكوز بسرعة كبيرة وتزيد من خطر الإصابة بمضاعفات السكري.
كوب واحد من المشروبات الغازية قد يحتوي على ما يزيد عن 8 ملاعق صغيرة من السكر المضاف، وهو ما يتجاوز حاجة الجسم اليومية.
كما أن هذه المشروبات لا تحتوي على ألياف أو عناصر غذائية مفيدة، مما يجعل السكر يدخل الدم مباشرة وبسرعة.
دراسات عديدة ربطت بين الاستهلاك المنتظم للمشروبات الغازية وزيادة مقاومة الأنسولين وارتفاع خطر السمنة وأمراض القلب.
استبدل المشروبات الغازية بالماء الفوار مع شرائح الليمون أو مشروبات الأعشاب الطبيعية غير المحلاة.
2) الحلويات والمعجنات
الكعك، البسكويت، والكيك من الأطعمة الغنية بالسكريات البسيطة والدهون الضارة، وهي من أخطر ما يمكن أن يتناوله مريض السكري.
هذه الأطعمة تسبب ارتفاعًا سريعًا ومفاجئًا في مستوى السكر، يعقبه هبوط يسبب شعورًا بالجوع والتعب.
كما أن الدهون المشبعة والمتحولة الموجودة فيها تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، وهي مضاعفة شائعة لمريض السكري.
دراسة نشرت في American Journal of Clinical Nutrition أكدت أن الإفراط في تناول السكريات البسيطة يزيد من الالتهابات ويضعف استجابة الأنسولين.
اختر الحلويات الصحية مثل التمر بكمية معتدلة أو الزبادي مع الفواكه الطازجة.
3) الخبز الأبيض والأرز الأبيض
الخبز الأبيض والأرز الأبيض من الكربوهيدرات المكررة التي ترفع السكر في الدم بسرعة، ولا تقدم فوائد غذائية كافية.
تفتقر هذه الأطعمة إلى الألياف لأنها مصنوعة من حبوب مكررة تمت إزالة قشرتها، ما يجعل امتصاصها سريعًا جدًا.
هذا الارتفاع المفاجئ في الجلوكوز يضغط على البنكرياس لإفراز المزيد من الأنسولين، مما يرهقه مع الوقت.
دراسات متعددة ربطت بين الإفراط في تناول الكربوهيدرات المكررة وزيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني ومضاعفاته.
استبدلها بالخبز الأسمر أو الأرز البني أو الكينوا للحصول على ألياف وعناصر غذائية أكثر.
4) البطاطس المقلية
البطاطس المقلية تجمع بين مؤشر جلايسيمي مرتفع وكمية كبيرة من الدهون غير الصحية، مما يجعلها من أخطر الأطعمة لمريض السكري.
عند قلي البطاطس، تتحول النشويات فيها إلى سكريات بسيطة ترفع الجلوكوز في الدم بسرعة.
كما أن الزيوت المستخدمة في القلي غالبًا ما تكون غنية بالدهون المتحولة التي تزيد من خطر أمراض القلب.
الأبحاث أوضحت أن استهلاك البطاطس المقلية بانتظام يرتبط بزيادة الوزن، وهو من أكبر العوامل المؤثرة على التحكم في السكري.
جرب البطاطس المشوية في الفرن أو شرائح البطاطا الحلوة كبديل صحي.
5) الوجبات السريعة
الوجبات السريعة مثل البرجر والبيتزا عادة ما تكون مليئة بالكربوهيدرات المكررة والدهون المشبعة والسكريات المخفية.
هذه الأطعمة لا تؤثر فقط على ارتفاع السكر، بل تزيد أيضًا من مقاومة الأنسولين عند تناولها بشكل متكرر.
كما أنها غنية بالسعرات الحرارية الفارغة التي تسبب زيادة الوزن وزيادة الدهون في منطقة البطن.
دراسة في Journal of Nutrition أشارت إلى أن تناول الوجبات السريعة أكثر من مرتين أسبوعيًا يرتبط بارتفاع واضح في خطر السكري من النوع الثاني.
حاول تحضير بدائل منزلية صحية مثل برجر الدجاج المشوي أو البيتزا المصنوعة من العجين الكامل والخضروات.
6) اللحوم المصنعة (النقانق، السلامي، البسطرمة وغيرها)
اللحوم المصنعة تُرفع خطر مقاومة الأنسولين ومرتبطة بزيادة احتمالية الإصابة بالسكري ومضاعفاته، لذلك من الأفضل تجنّبها.
عدة دراسات وأبحاث ربطت بين تناول اللحوم المصنعة وارتفاع خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، والسبب ليس فقط الدهون بل أيضاً المواد الحافظة والنترات والملح العالي.
المواد الحافظة والنترات قد تساهم في الالتهاب والأضرار الخلوية التي تؤثر على حساسية الأنسولين، كما ترفع هذه الأطعمة مستوى الصوديوم ما يؤثر سلبًا على ضغط الدم والقلب.
اللحوم المصنعة غالبًا ما تكون غنية بالدهون المشبعة والسعرات الفارغة، وتناولها بانتظام يسرّع تراكم الدهون البطنية ويصعّب السيطرة على وزن الجسم والسكري.
إن أردت لذة اللحوم، اختر اللحوم الطازجة قليلة الدهن واطبخها بطرق صحية (شوي أو سلق) وقلل الملح والصلصات الجاهزة.
7) الأطعمة الغنية بالدهون المتحولة (المخبوزات التجارية، بعض الوجبات السريعة)
الدهون المتحولة تزيد من الكوليسترول الضار وتسبب التهابًا ومقاومة للأنسولين؛ لذا يجب تجنب الأطعمة التي تحتويها.
المنظمات الصحية توصي بالتقليل أو القضاء التام من الدهون المتحولة الصناعية لأنها ترفع LDL وتخفض HDL وتزيد خطر أمراض القلب، وهو أمر خطير لمريض السكري.
الدهون المتحولة أيضًا مرتبطة بزيادة الالتهاب والضغط التأكسدي داخل الجسم، وهما عاملان يضعفان استجابة الخلايا للأنسولين.
كثير من المخبوزات الجاهزة، المأكولات المقلية التجارية، وبعض الوجبات السريعة قد تحتوي على هذه الدهون، لذلك قراءة الملصقات مهمة جداً.
اختَر دائمًا منتجات مكتوب عليها "بدون دهون متحولة" أو استخدم زيوت طهي صحية (زيت زيتون بارد المعصرة أو زيت الكانولا بكميات معتدلة).
8) العصائر المحلاة والعصائر المركزة (المعلبة والمضاف إليها سكر)
العصائر المحلاة تقدم سكرًا مركزًا وسوائلًا ترفع الجلوكوز بسرعة لأنها تفتقد للألياف الموجودة في الفاكهة كاملة.
عصير الفاكهة المحلى والسوائل المحلاة تدخل إلى الدم بسرعة كبيرة، ما يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في سكر الدم ويجعل من الصعب الحفاظ على ثبات القراءات. دراسات حديثة أظهرت ارتباط استهلاك المشروبات السكرية بمضاعفات قلبية وسوء نتائج لدى مرضى السكري.
حتى العصائر 100% فاكهة يمكن أن تكون سريعة الامتصاص إذا تناولت كميات كبيرة، لذا الفرق بين ثمرة كاملة وكوب عصير كبير كبير في تأثيره على السكر.
الأفضل دائمًا تناول الفاكهة كاملة التي تحتوي على ألياف تبطئ امتصاص السكر أو تخفيف العصير بالماء ومراقبة الحصة بحيث لا تتجاوز نصف كوب عند الحاجة.
إذا أردت عصيرًا، اجعله صغيرًا (نصف كوب) وامزجه مع بروتين أو دهون صحية (مثل لبن قليل الدسم أو زبادي) لتقليل الارتفاع الحاد في السكر.
9) رقائق البطاطس والوجبات الخفيفة المعبأة (الشيبس، الكوكيز المعبأ، البسكويت الجاهز)
الوجبات الخفيفة المعبأة غالبًا ما تكون غنية بالنشويات المكررة، الملح، والسعرات الفارغة التي ترفع السكر وتساعد على زيادة الوزن.
هذه المنتجات عادةً ما تحتوي على نشويات سهلة الهضم وزيوت مهدرجة أو عالية الحرارة، ما يؤدي إلى ارتفاع سريع في الجلوكوز وتخزينه كدهون إذا زادت الكميات. أبحاث واسعة أظهرت ارتباط الاستهلاك المنتظم للرقائق والوجبات الخفيفة بزيادة خطر الإصابة بالسكري والسمنة.
التحكم في الحصص صعب مع هذه المنتجات لأنها مصممة لتشجيع الأكل المستمر، كما أن الإضافات مثل المحسنات والنكهات قد تؤثر سلبًا على توازن الشهية.
اختيارات الوجبات الخفيفة الذكية (خضروات مقطعة، حفنة مكسرات غير مملحة، زبادي قليل الدسم) أفضل بكثير لتحكمٍ ثابت بالسكر.
إذا اشتريت عبوات جاهزة، راجع المكونات والسكريات والدهون المشبعة، وحدد كمية صغيرة ثم حافظ على ضبط الحصة والحاجة الفعلية للأكل.
10) المثلجات والآيس كريم الجاهز
المثلجات عادةً تحتوي على سكر مضاف ودهون مشبعة عالية، ما يؤدي لارتفاع سريع في السكر ويضيف سعرات تزيد الوزن ومخاطر القلب.
كل 1/2 كوب آيس كريم نموذجي يحتوي كمية مرتفعة من السكر والدهون، ما يجعله طعامًا ذا حمل جلايسيمي وسعري عالي، وبالتالي يسبب ارتفاعًا ملحوظًا في الجلوكوز. دراسات أظهرت تفاوتًا في نتائج منتج الألبان؛ لكن الآيس كريم التقليدي غني بالمكونات التي يجب توخي الحذر منها لدى مرضى السكري.
بعض دراسات الملاحظة وجدت ارتباطات غير متوقعة أحيانًا (مثل ارتباط آيس كريم منخفض التكرار بتحسينات معينة) لكن هذه نتائج قابلة للتفسير بالتحيز العكسي ولا تعني أنه طعام مفيد للجميع.
الأهم هو التحكم في الحصة واختيار بدائل أقل سكرًا ودهونًا أو صنع "آيس كريم" منزلي صحي من موز مجمد مهروس مع إضافات بسيطة.
إذا أردت حلوى مثلجة، جرب نصف كوب من آيس كريم منخفض السكر أو بدائل مصنوعة من زبادي قليل الدسم أو "نيس كريم" الموز المنزلي وتحكم بالكمية.
أطعمة يشتبه فيها مرضى السكري: بين الفوائد والمخاطر
في هذا القسم نناقش أطعمة يختلف الناس حولها: هل هي ضارة لمريض السكري أم لا؟
اللحوم الحمراء عالية الدسم (البقر والضأن)
ليست كل اللحوم الحمراء ممنوعة، لكن الأنواع الغنية بالدهون والمُصنّعة قد تزيد من مخاطر السكري ويُستحسن التقليل منها.
اللحوم الحمراء عالية الدهن تحتوي على نسب مرتفعة من الدهون المشبعة، وهي مرتبطة بالتهابات ومشاكل في الأوعية الدموية. هذه العوامل تجعلها غير مناسبة لمريض السكري إذا استهلكها بكثرة.
أبحاث كبيرة بيّنت أن الإفراط في تناول اللحوم الحمراء أو المصنعة يرتبط بزيادة خطر السكري من النوع الثاني، بينما القطع الطازجة قليلة الدسم أقل خطورة.
في الوقت نفسه، اللحوم الحمراء مصدر بروتين وحديد مهم، ما يعني أن القضية ليست المنع التام بل الاعتدال والاختيار الذكي للقطع الأقل دهنًا.
اختر قطع لحم قليلة الدهن وتناولها بكميات صغيرة، وابتعد عن النقانق واللحوم المصنعة.
السمك المقلي كثيرًا
السمك بحد ذاته غذاء ممتاز لمريض السكري، لكن قليه يفقده الكثير من فوائده ويضيف له دهونًا ضارة.
الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين غنية بأحماض أوميغا-3 التي تحسّن صحة القلب وحساسية الأنسولين.
لكن عند قلي السمك، يمتص الزيوت ويتعرض للتأكسد، ما يجعله غنيًا بالدهون المشبعة والمتحولة التي تضر بالقلب.
دراسات أشارت إلى أن تناول السمك المقلي باستمرار يرتبط بزيادة أمراض القلب والسكري مقارنةً بالسمك المشوي أو المطهو على البخار.
تناول السمك مرتين إلى ثلاث أسبوعيًا لكن بطرق صحية مثل الشوي أو السلق، وتجنّب القلي المتكرر.
الدجاج بالجلد
الدجاج من أفضل مصادر البروتين، لكن تناوله بالجلد يرفع كمية الدهون والسعرات الحرارية بشكل ملحوظ.
جلد الدجاج يحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة، ما يزيد العبء على القلب ويؤثر على التحكم في مستوى السكر.
تناوله باستمرار قد يساهم في زيادة الوزن، وهو من أكبر عوامل تفاقم السكري.
الحل بسيط: انزع الجلد قبل الطهي لتستمتع بالبروتين الخالي من الدهون الزائدة.
اجعل صدور الدجاج منزوعة الجلد جزءًا أساسيًا من نظامك الغذائي، واطبخها بالشوي أو السلق بدل القلي.
منتجات الألبان كاملة الدسم والمُحلاة
الألبان ليست ممنوعة، لكن الأنواع كاملة الدسم والمضاف إليها السكر قد تسبب ارتفاعًا سريعًا في سكر الدم.
الحليب والزبادي كامل الدسم يحتويان على سعرات ودهون أكثر من الأنواع قليلة الدسم، وهو ما قد يساهم في زيادة الوزن إذا استُهلك بكثرة.
المنتجات المُحلاة مثل الزبادي بنكهات الفواكه أو الحليب المنكّه بالسكر تشكل خطرًا أكبر لأنها تحتوي سكريات مضافة مخفية.
الأفضل اختيار منتجات طبيعية غير محلاة مع مراقبة الحصص لتجنّب السعرات الزائدة.
الدهون والزيوت المشبعة (الزبدة وزيت النخيل)
الدهون المشبعة والمتحولة قد تقلل حساسية الأنسولين وتزيد من خطر أمراض القلب، لذا يجب تقليلها قدر الإمكان.
الاستهلاك العالي للزبدة والدهون الحيوانية يؤدي إلى تراكم الدهون الضارة وارتفاع الكولسترول.
زيت النخيل يُستخدم بكثرة في المنتجات المعلبة والمقلية، ومع كثرة الاستهلاك يرفع خطر الالتهابات واضطرابات التمثيل الغذائي.
البدائل الصحية مثل زيت الزيتون وزيت دوار الشمس الغني بالدهون غير المشبعة تحمي القلب وتساعد على تنظيم مستوى السكر.
استبدل الزبدة بزيوت صحية، وقلّل من المنتجات المعلبة والمقليات التي تحتوي على زيت النخيل.
في النهاية، تذكّر أن السيطرة على السكري لا تعني حرمان نفسك من الطعام، بل معرفة ما يفيدك وما يضرك. بعض الأطعمة واضحة في تأثيرها السلبي، وأخرى تحتاج إلى وعي أكبر لأنها "مشتبه بها" ويصعب التمييز بينها.
اختياراتك اليومية هي التي تصنع الفرق: كل وجبة متوازنة، كل حصة محسوبة، وكل بديل صحي تقرره يقربك خطوة من حياة أكثر استقرارًا وصحة. اجعل نظامك الغذائي صديقًا لك، واستشر طبيبك أو أخصائي التغذية دائمًا لتكييف النصائح بما يناسب حالتك الفردية.
إرسال تعليق